عزيزي القارئ، مرحباً بك في رحلتنا معاً في موقع غصن المعرفة لاكتشاف عالم الذكاءات المتعددة الغني والمُلهم، هل تعلم أن لديك قدرات ومواهب فريدة تنتظر استكشافها؟ نعم، فالعقل البشري مثل جوهرة نادرة تحتوي على العديد من الوجوه اللامعة.
وقد قدم لنا عالم النفس الأمريكي هوارد جاردنر نظرية رائعة عن أنواع الذكاءات المتعددة لجاردنر التي يمتلكها كل إنسان ويمكن تنميتها وتطويرها، إذاً فلنبدأ رحلتنا معاً بعقل منفتح وقلب ملهم باستكشاف عالمك الداخلي العميق والغني بالإمكانات اللانهائية.
تعريف الذكاءات المتعددة لجاردنر
الذكاءات المتعددة هي نظرية طرحها عالم النفس الأمريكي هوارد جاردنر Howard Gardner في عام 1983م في كتابه أطر العقل "النظرية المتعددة للذكاءات البشرية"، وتقوم هذه النظرية على فكرة أن الذكاء الإنساني لا يقتصر على الذكاء المنطقي واللغوي فقط، بل يتعدد إلى أنواع متعددة تتضمن الذكاء الموسيقي والجسدي والمكاني وغيرها.
ويرى جاردنر أن لكل شخص مزيج من الذكاءات المتعددة بدرجات متفاوتة، وأن النظام التعليمي يجب أن يراعي ذلك من خلال تقديم أنشطة تستثير وتطور الذكاءات المختلفة لدى الطلاب، وتتيح نظريته فهم أعمق للفروق الفردية بين البشر، وإمكانية تطوير كل أنواع الذكاءات المتعددة لجاردنر بالتدريب والممارسة الصحيحة.
أنواع الذكاءات المتعددة لجاردنر
حدد جاردنر ثمانية أنواع رئيسية للذكاءات المتعددة، ويرى أن لكل شخص مزيجًا فريدًا منها وأن تنميتها أمر بالغ الأهمية، لذلك دعونا نتعرف على أنواع الذكاءات المتعددة لجاردنر والتي تتمثل في:
الذكاء اللغوي
الذكاء اللغوي هو أحد أنواع الذكاءات المتعددة لجاردنر ويتضمن القدرة على:
- استخدام اللغة بطلاقة وفعالية سواء كانت منطوقة أو مكتوبة.
- تعلم اللغات بسرعة وسهولة.
- التواصل الجيد شفهياً وكتابياً.
- إجراء المناظرات ببراعة.
- سرد القصص والحكايات بأسلوب جذاب.
- فهم النكت والمعاني الضمنية للغة بسرعة.
- تذوق الشعر والأدب، والكتابة الإبداعية.
- تعلم اللغات الأجنبية بسهولة.
ويتميز الأشخاص ذو الذكاء اللغوي المرتفع بحبهم للقراءة والكتابة والتحدث، وقدرتهم على إقناع الآخرين والتأثير فيهم بالكلمة المنطوقة أو المكتوبة.
الذكاء المنطقي الرياضي
الذكاء المنطقي الرياضي هو أحد أنواع الذكاءات المتعددة ويشمل القدرات التالية:
- القدرة على التفكير المنطقي والتحليل العقلاني للمشكلات.
- القدرة على التعامل مع الأرقام والعمليات الحسابية بسهولة ودقة.
- فهم المفاهيم والعلاقات الرياضية والمنطقية بسرعة.
- الاستدلال الاستنتاجي والاستقرائي.
- وضع الفرضيات، واختبار صحتها بطريقة منظمة.
- حسن ترتيب الأفكار، والتسلسل المنطقي للمعلومات.
- القدرة على التجريد والتعميم من الحالات الجزئية.
يتميز أصحاب هذا النوع من الذكاء بحبهم للألغاز والأسئلة المنطقية والتجارب العلمية، وسهولة تعلمهم للرياضيات والمنطق والبرمجة.
اقرأ أيضا: أحدث طرق توصيل المعلومة للطفل بأشكال مبسطة وتفاعلية
الذكاء المكاني
الذكاء المكاني هو القدرة على:
- التصور الجيد للأشكال ثلاثية الأبعاد والعلاقات المكانية.
- قراءة الخرائط والرسوم البيانية وفهمها بسهولة.
- القدرة على التخيل والتصور المكاني والبصري.
- إدراك التفاصيل الدقيقة في الأشكال والصور.
- القدرة على التوجه وتحديد الاتجاهات بدقة.
- سهولة رسم التخطيطات والرسومات الهندسية والتصاميم.
- تتبع حركة الأجسام في الفراغ والتنبؤ بمساراتها.
- تخيل التغيرات في الأبعاد أو الزوايا أو المنظور للأشكال.
ويتميز أصحاب هذا الذكاء بسهولة تعلمهم للهندسة والرياضيات والفنون، وقدرتهم على التصور المكاني الجيد.
الذكاء الجسدي الحركي
الذكاء الجسدي الحركي هو القدرة على:
- التحكم الجيد في حركات الجسم والتوافق العضلي.
- المهارات الحركية الدقيقة مثل الرقص وتصويب الكرة.
- التوازن والسرعة والقوة والمرونة الجسدية.
- تنسيق الحركات عند أداء المهارات الرياضية والفنية.
- استخدام حركات الجسم للتعبير عن الأفكار والمشاعر.
- استشعار إيقاع الموسيقى والاستجابة الحركية لها.
- ممارسة الألعاب الرياضية، والأنشطة البدنية باستمتاع.
- تعلم الحرف والمهن اليدوية بسهولة.
ويتميز أصحابه بالطاقة الجسدية العالية والمهارات الحركية المرتفعة مثل، الرياضيين والراقصين والممثلين.
الذكاء الموسيقي
الذكاء الموسيقي هو القدرة على:
- الإحساس بالنغمات الموسيقية وتمييزها.
- تذكر الألحان وإدراك التناغم وعدم التناغم بين الأصوات.
- الغناء بطريقة موزونة ومعبرة.
- عزف الآلات الموسيقية بمهارة وإتقان.
- الاستماع الجيد للموسيقى، والاستجابة العاطفية لها.
- التلحين والتأليف الموسيقي بإبداع.
- فهم العلاقات والأنماط الموسيقية المعقدة.
- التعبير عن المشاعر من خلال الموسيقى والغناء.
ومن أهم ما يميز أصحاب هذا النوع من الذكاء بحبهم للموسيقى والإيقاعات، وقدرتهم على عزف الآلات الموسيقية أو الغناء بتناغم.
الذكاء الاجتماعي
الذكاء الاجتماعي هو القدرة على:
- فهم الناس ودوافعهم ومشاعرهم بسهولة.
- التفاعل والتواصل الفعال مع الآخرين.
- بناء العلاقات والصداقات بنجاح.
- الوعي بردود أفعال الآخرين وانطباعاتهم.
- القيادة والتأثير الإيجابي على الأفراد والجماعات.
- حل النزاعات وإدارة المشكلات الاجتماعية.
- التعاطف مع مشاعر الآخرين ووجهات نظرهم.
- المشاركة بفعالية في الأنشطة الجماعية والاجتماعية.
ويتمتع أصحاب هذا الذكاء بالمهارات الاجتماعية العالية، والقدرة على قيادة الآخرين.
الذكاء الذاتي
الذكاء الذاتي هو القدرة على:
- فهم الذات ومعرفة نقاط القوة، والضعف الخاصة بالشخص.
- إدراك المشاعر والدوافع الداخلية بوضوح.
- ضبط الانفعالات وتوجيهها بشكل بناء.
- وضع أهداف شخصية واقعية والسعي نحو تحقيقها.
- التفكير التأملي والتحليل الذاتي بموضوعية.
- الوعي بالقيم والمعتقدات الشخصية، وتوجيه السلوك وفقًا لها.
- تقبل الذات مع الوعي بنقاط القوة والضعف.
- اتخاذ القرارات الصحيحة بناءً على التقييم الدقيق للذات.
ويتميز أصحاب هذا النوع من الذكاء بالوعي الذاتي العميق، وضبط النفس وتحفيز الذات.
الذكاء الطبيعي
الذكاء الطبيعي هو القدرة على:
- ملاحظة الأنماط والتفاصيل في البيئة الطبيعية بدقة.
- فهم النظم البيئية والعلاقات بين الكائنات الحية.
- تصنيف النباتات والحيوانات وفق الفئات والأنواع.
- رعاية النباتات والحيوانات والاهتمام بها.
- الاستمتاع بالتواجد في الهواء الطلق والطبيعة.
- تمييز الأنماط والدورات الموسمية في البيئة.
- استنتاج العلاقات السببية في النظم البيئية.
- المحافظة على البيئة واقتراح حلول للمشكلات البيئية.
ومن مميزات أصحاب هذا النوع من الذكاء بحب استكشاف الطبيعة، وفهم عمل النظم البيئية.
مبادئ نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر
تقوم نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر على عدة مبادئ رئيسية، وهي:
- يمتلك كل إنسان مزيجًا من الذكاءات المتعددة بدرجات متفاوتة.
- تتضمن الذكاءات المتعددة، (اللغوي والمنطقي والمكاني والجسدي والموسيقي والاجتماعي والشخصي والطبيعي).
- تنمية الذكاءات المتعددة عند الأفراد تتيح لهم تحقيق ذواتهم ومواهبهم بشكل أفضل.
- يجب مراعاة الفروق الفردية في أنماط الذكاء لدى المتعلمين عند تصميم المناهج وطرق التدريس.
- الذكاءات قابلة للتعلم والتطوير عبر الممارسة، والتدريب المستمر.
- تعدد الذكاءات يوفر مداخل متنوعة لعملية التعلم تتيح نجاح المزيد من المتعلمين.
- يمكن تقييم الذكاءات المتعددة من خلال وسائل متنوعة لا تقتصر على الاختبارات التقليدية.
- ينبغي دمج الذكاءات المتعددة في المناهج الدراسية المقررة لتحقيق أقصى استفادة منها.
اقرأ أيضا: أفضل الأساليب التربوية في التعامل مع الطلاب وأهم النصائح
أهداف الذكاءات المتعددة لجاردنر
تهدف نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر إلى ما يلي:
- توسيع مفهوم الذكاء ليشمل أنواعًا متعددة من القدرات العقلية.
- الاعتراف بتنوع أساليب التعلم بين الأفراد وفقًا لأنماط ذكاءاتهم المختلفة.
- تصميم المناهج وطرق التدريس بما يتيح تنمية جميع أنواع الذكاءات لدى المتعلمين.
- إتاحة فرص متكافئة للطلاب لاستثمار وتطوير ذكاءاتهم المتنوعة.
- الكشف عن القدرات والمواهب الكامنة لدى جميع الطلاب دون استثناء.
- تشجيع الإبداع والتفكير الابتكاري من خلال تنمية مهارات التفكير المتنوعة.
- تقييم تعلم الطلاب بأساليب متعددة تتناسب مع أنماط ذكاءاتهم.
- إثراء عمليتي التعليم والتعلم من خلال استثمار الطاقات البشرية بشمولية.
مقياس جاردنز للذكاءات المتعددة
مقياس جاردنز للذكاءات المتعددة هو أداة تقييمية طورها الباحثون بناءً على نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة، ويتكون من عدة اختبارات لقياس الذكاءات الثمانية التي حددها جاردنر، وهي:
- اختبار الذكاء اللغوي: يقيس القدرة على التعبير اللغوي وفهم المقروء.
- اختبار الذكاء المنطقي الرياضي: الذي يعمل على قياس القدرات المنطقية والرياضية والاستدلالية.
- اختبار الذكاء المكاني: وهو يقيس القدرة على التصور المكاني والبصري.
- اختبار الذكاء الجسمي الحركي: وهو يهدف إلى قياس المهارات الحركية والبدنية.
- اختبار الذكاء الموسيقي: وهذا النوع يقيس القدرات الموسيقية والإيقاعية.
- اختبار الذكاء الاجتماعي: الذي يعتمد على قياس القدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم.
- اختبار الذكاء الذاتي: يقيس فهم الذات والوعي بالمشاعر الداخلية.
- اختبار الذكاء الطبيعي: ومن أهدافه هو قياس الاهتمام بالبيئة الطبيعية وفهمها.
ويوفر هذا المقياس طريقة شاملة لتقييم ملف ذكاءات الفرد بناءً على نظرية جاردنر الرائدة في هذا المجال.
كيفية استغلال أنواع الذكاءات في الشرح؟
يمكن استغلال أنواع الذكاءات في الشرح بالطرق التالية:
- الذكاء اللغوي: من خلال استخدام القصص والأمثلة الواقعية، والتشبيهات لشرح المفاهيم.
- الذكاء المنطقي: يستخدم فيه الرسوم البيانية والجداول، والأشكال التوضيحية في الشرح.
- الذكاء المكاني: عبر استخدام الخرائط الذهنية والرسوم والصور التوضيحية.
- الذكاء الجسدي: يتم فيه إشراك الحركة والنشاط البدني أثناء الشرح مثل التمثيل.
- الذكاء الموسيقي: استخدام الأناشيد أو الموسيقى، لحفظ المفاهيم والمصطلحات.
- الذكاء الاجتماعي: تشجيع التفاعل والمناقشات الجماعية أثناء الشرح.
- الذكاء الشخصي: من خلال ربط المفاهيم بخبرات المتعلم الشخصية واهتماماته.
- الذكاء الطبيعي: عبر استخدام أمثلة وتشبيهات من الطبيعة في عملية الشرح.
تًعد نظرية العالم النفسي هوارد جاردنر حول الذكاءات المتعددة إنها من أبرز النظريات التي غيرت النظرة التقليدية للذكاء كقدرة عقلية واحدة، فقد أثبت من خلال أبحاثه أن أنواع الذكاءات المتعددة لجاردنر تتجاوز الجوانب اللغوية والمنطقية، بل تصل إلى ثمانية أنواع رئيسية من الذكاء، ويرى أن لكل فرد مزيجًا فريدًا من هذه الذكاءات بدرجات متفاوتة، كما إنها قابلة للتنمية من خلال الممارسة والتدريب الملائم.