نحن الآن في عصر يحتاج إلى التعليم المستمر والتطور المهني، وهنا يعتبر دور المعلم أحد أهم الأدوار في بناء المجتمع وتشكيل مستقبل الأجيال؛ لذا فإعداد المعلم وصفاته يشكلان ركيزة أساسية في هذا العمل، فهما يجمعان بين الشغف لنقل المعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق تجارب تعليمية ممتازة، ويمكنك متابعة القراءة لمعرفة المزيد عبر متجر تحاضير غصن المعرفة.
كيف يتم إعداد المعلم ليُصبح جاهز للعملية التعليمية؟
هناك عدة نقاط يجب مراعاتها والقيام بها في مرحلة إعداد المُعلم، وتتمثل تلك النقاط في التالي:
تطوير الجانب المعرفي والعقلي
تهدف العملية التعليمية بشكل أساسي إلى زيادة معارف الطلاب وفعاليتهم العقلية؛ لذا يجب على المعلم أن يكون قادر على مساعدتهم في ذلك من خلال القيام بالآتي:
- أن يكون على دراية تامة بما يقدمه للطلاب من معرفة.
- أن يكون دائم الدراسة والبحث؛ لتطوير معارفه وخبراته.
- أن يبحث عن وسائل وأساليب وطرق جديدة تساعده في التخطيط للعملية التعليمية.
- أن يكون لدي القدرة على الإدارة الصفية وتوجيه طلابه وتقويمهم.
التحقق من رغبة المعلم في التعليم
عندما يكون لدى المعلم الرغبة في التعليم سيكون قادر على تطوير العملية التعليميةـ والتأثير بشكل إيجابي في سلوك الطُلاب ومعارفهم، ومن أهم العلامات التي نستدل منها على رغبة المُعلم في التعليم التالي:
- البحث عن أفكار تطويرية.
- التعاون والابتكار.
- الاستمرار في حضور الدورات التدريبية.
- محاولاته الدائمة للتقدم العلمي والتطوير والنمو المهني.
التهيئة النفسية والاجتماعية
عند إعداد المعلم للعملية التعليمية هناك عدة سمات إجتماعية ونفسية لا بد من غرسها به، وهم كالتالي:
- الصبر والتسامح.
- الثقة بالنفس.
- عدم مخالفة آداب المهنة.
- الحزم مع الطلاب واحترامهم.
- تكوين علاقات اجتماعية فعالة مع أعضاء هيئة التدريس.
- الموضوعية وعدم التحيز في التعامل مع الطلاب.
- القدرة على موازنة مشاعره وانفعالاته.
التأكيد على أهمية الجانب التكويني
تحتاج مهنة التعليم إلى مجهود ذهني وبدني شاق؛ كي يستطيع المعلم القيام بها، ومن أهم النقاط التي يجب على المعلم مراعاة في الجانب التكويني الخاص به التالي:
- أن يقوم بشد انتباه الطلاب إليه بنبرة صوته الواضحة.
- أن يحافظ على مظهره الخارجي.
- أن يبعد عن الملل والروتين؛ كي لا يشعر الطلبة بالملل.
تطوير برامج إعداد المعلم
تعد مهنة التعليم من المهن التي تتعرض بشكل مستمر إلى تحديات وصعوبات عديدة، وهذا الأمر ما يزيد من أهمية توفير العديد من الفرص التدريبية للمعلمين؛ لأن دور المعلم يشمل العديد من المهام فهو يعمل كمشرف، موجه، ملقن، وميسر أيضًا؛ فيحتاج إلى إعداد تربوي قوي وذلك ليكون متقن عمله ومخلص في الدور الذي يقوم به، ومدرك لأهميته في المجتمع.
صفات المعلم الناجح
في عملية إعداد المُعلم يجب أن نوضح ما هي صفات وأسلوب المعلم الناجح، وذلك ليكون لدى المُعلمين تلك الصفات، وتتمثل في التالي:
- وضع أهداف واضحة بعيدة عن الفوضى وتجهيز التحاضير والعروض بشكل مُسبق؛ لكي يتمكن من توصيل معلوماته بشكل صحيح إلى الطلاب.
- أن يقوم بدوره على أكمل وجه بإخلاص وتفاني دون أن ينتظر من أحد عبارات شكر أو امتنان.
- إمتلاك المعلم روح إيجابية داخل الفصل؛ لأن ذلك يؤثر بشكل كبير على سرعة استقبال الطلاب للمعلومات.
- ثقة المُعلم في نجاحه طلابه، وقدرتهم على تحقيق التقدم والنجاح، وتشجيعهم لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم.
- تجنب الجدية المبالغ فيها في التعامل مع الطلاب، وإدخال بعض المتعة والدعابة أثناء تقديم المعلومات والدروس للطلاب.
- السعي والتجديد المستمر، وذلك من خلال إدخال طرق، أساليب، وسائل، وأنشطة جديدة على عملية التعليم؛ فذلك سيُساعد الطلاب في فهم وحفظ المعلومات بشكل أسرع.
- لا بد أن يكون المعلم مُستمع جيد لأراء ومقترحات الطلاب وأن لا يستهزئ بها حتى لو كانت بسيطة.
- معاملة الطلاب بشكل جيد؛ كي يحترمونه ويشعرون بالأمان والثقة تجاهه.
- يجب أن يكون المعلم على قدر كافي من الثقافة العامة، من خلال الإطلاع على الكتب والصحف والمجلات والمواقع الإخبارية التي تزوده بالعديد من المعلومات في مُختلف النواحي.
شاهد أيضًا: أوجه التشابه والاختلاف بين التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد
أهم المهارات الواجب توافرها في المُعلم
يتوقف نجاح المعلم على امتلاكه عدة مهارات أساسية وهامة، وتتمثل تلك المهارات في التالي:
- من أهم تربويات مهنة التعليم أن يقوم المعلم بتحضير دروسه بشكل مسبق، وذلك ليتمكن من تنظيم المعلومات؛ لتجنب الإحراج والوقوع في الأخطاء أمام الطُلاب.
- أن يولي المعلم الإهتمام الكافي لمهام الطلاب المنزلية، ويصححها بشكل دقيق ويترك لهم الملاحظات ليستفيدوا منها في ترسيخ المعلومات الهامة بذهنهم.
- امتلاك مهارة التشويق لتهيئة ذهن الطلاب في بداية الحصة؛ لإستقبال موضوع الدرس وذلك من خلال الوسائل التعليمية المتنوعة والجذابة.
- القدرة على استخدام الوسائل التعليمية المختلفة، لما لها من دور هام في توصيل المعلومات بسلاسة وسرعة للطلاب.
- القدرة على تنفيذ الأنشطة الطلابية التفاعلية، وذلك لأنها تزيد من ثقة الطلاب بأنفسهم ومهاراتهم، ويمكن القيام بذلك من خلال العمل في مجموعات صغيرة داخل الفصول الدراسية.
- يجب أن يمتلك المعلم القدرة اللغوية والعقلية الكافية، التي تمكنه من توصيل المعلومة لطلابه بشكل صحيح يتناسب مع عقولهم وقدرتهم على الاستيعاب.
- سرعة تقييم الطلاب؛ لمَعرفة نتائجهم في الامتحانات والمهام المُكلفين بها دون الحاجة إلى أن ينتظروا عدة أيام.
- المرونة وتعد من أهم المهارات التي يجب التركيز عليها ضمن برنامج إعداد المعلم؛ لذا يجب أن يكون المعلم قادر على جذب انتباه طلابه بشكل دائم، من خلال التعامل معهم بشكل مرن في جو مليء بالتفاؤل والإيجابية وفتح باب المُناقشة والحِوار معهم.
إطلع أيضًا على: ما هي مناهج التعليم في المملكة العربية السعودية؟
الكفايات الشخصية للمعلم الناجح
يوجد عدة مقومات أو كفايات شخصية يجب توافرها لدى المعلم الناجح، ولعل من أهمها التالي:
- الإخلاص في العمل: أي القدرة على التفاني في مهمته التعليمية دون تردد أو تراجع، مع الالتزام بتحقيق أهداف التعلم للطلاب دون النظر إلى الصعوبات.
- الشخصية القوية: أن يمتلك المُعلم شخصية قيادية قادرة على إدارة الصف والتفاعل مع الطلاب بطريقة فعّالة، الثبات في القرارات والتصرفات، مما يعزز الاحترام والثقة لدى الطلاب والزملاء، وذلك دون اللجوء إلى الصراخ أو التهديد والضرب.
- الذكاء: فيجب أن يكون قادر على فهم موضوعات التعليم بشكل عميق، وقادر أيضًا على استخدام الطرق الفعّالة لتوصيلها، وتقديم المعلومات بشكل بسيط وواضح يتناسب مع مستوى الفهم للطلاب.
- الحماس: فمن الضروري أن يكون المُعلم قادر على تحفيز الطلاب وإثارة شغفهم بالتعلم، وذلك باستخدام طرق تعليمية مُبتكرة ومُلهمة لجذب اهتمام الطلاب وتشجيعهم على المشاركة بنشاط وفاعلية.
أقرأ أيضًا: ما هي أهم أهداف مادة لغتي للصف الثالث الابتدائي؟
طبيعة العلاقة بين الطُلاب والمعلم
والآن بعد أن تعرفنا على أهم الصفات والمهارات والكفايات الشخصية التي يجب غرسها في العلم، والتي يجب تضمينها أيضًا ضمن برنامج إعداد المُعلم، نوضح لكم على النحو التالي كيف يجب أن تكون طبيعة العلاقة بين الطالب والمُعلم:
- تتطلب العلاقة بين الطالب والمعلم ثقة متبادلة واحترام؛ فيجب على الطالب أن يثق في قدرات المعلم ويحترمه كمرشد ومعلم.
- يلعب التواصل دور حاسم في بناء العلاقة بين الطالب والمُعلم؛ لذا يجب على المعلم أن يكون مُستمع جيد لاحتياجات الطلاب ومشاكلهم والتفاعل معها بشكل فعال.
- يجب أن يساعد المعلم الطلاب على تطوير شغفهم بالتعلم وفهم أهمية المواد التي يدرسونها.
- لا بد أن يكون المُعلم على دراية بالإختلافات الفردية بين الطُلاب، ويتعامل معهم بعناية واحترام وفقًا لتلك الاختلافات.
- من الضروري أن يعزز المعلم استقلالية الطلاب وقدرتهم على التفكير بشكل نقدي واتخاذ القرارات الصائبة بمفردهم.
- في مرحلة إعداد المُعلم يجب إكسابه مهارة إدارة الصف، وذلك لأنها لها دور فعال في خلق بيئة تعليمية مناسبة ومشجعة للجميع.
- يجب أن يكون المعلم متاح لتقديم الدعم والمساعدة الفنية للطلاب في مختلف جوانب الدراسة.
باختصار، عملية إعداد المُعلم عملية هامة، وذلك لأن المُعلم هو الركيزة الأساسية في بناء مستقبل الأجيال، فهو ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو موجه وملهم ومشرف يمتلك عدة صفات مميزة تميزه عن غيره من الأشخاص، ويجب عليه أن يستغل تلك الصفات بشكل كافي لبناء علاقة جيدة مع طلابه وتشجيعهم تحقيق أهدافهم.