أفضل الأساليب التربوية في التعامل مع الطلاب وأهم النصائح

٢٨ فبراير ٢٠٢٤
شركة مكاسب
الأساليب التربوية في التعامل مع الطلاب

يُعد التعامل التربوي السليم مع الطلاب من أهم العوامل التي تضمن نجاح العملية التعليمية وتحقق الأهداف المرجوة منها، ولعل أبرز ما يميز المُربي الناجح هو امتلاكه إلى الأساليب التربوية في التعامل مع الطلاب بالطريقة التي تتناسب مع طبيعة المرحلة العمرية للطلاب، وتلبي احتياجاتهم النفسية والتعليمية. 


أفضل الأساليب التربوية في التعامل مع الطلاب

تلعب الأساليب التربوية دوراً حيوياً في العملية التعليمية، إذ أن نجاح المعلم في إيصال المعلومة للطالب وتحقيق الأهداف التربوية يتوقف إلى حد كبير على مدى فاعلية الأسلوب المتبع مع الطلاب، ويختلف اختيار الأسلوب التربوي المناسب باختلاف عوامل عدة منها طبيعة المرحلة العمرية للطلاب، وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك الفروق الفردية بين الطلاب أنفسهم، لذلك فإن على المعلم مراعاة كل تلك العوامل عند اختيار أفضل الأساليب التربوية في التعامل مع الطلاب، ومن بين تلك الأساليب يكون:


الأسلوب الديمقراطي

الأسلوب الديمقراطي هو أسلوب قيادة يتميز بالمشاركة في صنع القرار، وتفويض السلطة واحترام آراء الآخرين، ومن أهم خصائصه:

  • الاعتماد على الحوار والمشاورة في اتخاذ القرارات المهمة بدلاً من فرضها من قبل القائد. 
  • مشاركة المتعلمين في صنع القرار ووضع الخطط والأهداف.
  • تشجيع الطلاب على المشاركة بآرائهم وأفكارهم واحترام وجهات نظرهم.
  • تفويض المرؤوسين لبعض الصلاحيات، ومنحهم الحرية في أداء مهامهم ضمن حدود معينة.
  • تهيئة بيئة عمل إيجابية تسودها الثقة المتبادلة بين القائد والمرؤوسين.
  • الاهتمام بتطوير المُشاركين مهنياً، وتشجيع روح الفريق بينهم.
  • تقبل النقد البناء من الطلاب، والاستفادة من آرائهم لتحسين أداء المنظمة.
  • تقييم أداء المُشاركين بعدالة وموضوعية.


في المجمل الأسلوب الديمقراطي يقوم على احترام الإنسان، وتقديره وإتاحة الفرصة له للمشاركة في صنع القرارات التي تؤثر عليه.


أسلوب الحوار والمناقشة

المقصود بأسلوب الحوار والمناقشة في التدريس هو:

  • اعتماد المعلم على طرح الأسئلة، وتوجيهها للطلاب حول الموضوع المطروح.
  • إتاحة الفرصة للطلاب للتفكير والمشاركة وإبداء آرائهم، ومناقشة وجهات النظر المختلفة. 
  • السماح للطلاب بالحوار البناء فيما بينهم تحت إشراف المعلم.
  • تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة، وتبادل وجهات النظر مع زملائهم.
  • قيام المعلم بتوجيه المناقشة بين الطلاب بما يثري الموضوع.
  • مساعدة الطلاب على الاستنتاج، والتوصل للمفاهيم بأنفسهم من خلال الحوار.
  • تدريب الطلاب على مهارات الاستماع، واحترام الرأي الآخر من خلال المناقشات.
  • خلق بيئة صفية إيجابية تشجع الطلاب على المشاركة الفاعلة والتفاعل.


فالهدف منه إثراء عملية التعلم وجعل الطالب محورها وليس مجرد متلقٍ سلبي.


اقرأ أيضا: أفضل استراتيجيات التعلم التفاعلي: الأنواع، المميزات والتطبيق


أسلوب القدوة والمثل الأعلى

المقصود بأسلوب القدوة والمثل العليا في التربية هو:

  • قيام المُربي (المعلم أو الوالد) بتقديم النموذج والمثال الحي للسلوك القويم والأخلاق الحميدة.
  • ممارسة المُربي لما يدعو إليه من قيم، وأخلاق بحيث يكون القدوة الحسنة للطلاب أو الأبناء.
  • الالتزام بالمبادئ وتطبيقها عملياً في التعامل مع الآخرين، بما يترك أثراً في نفوسهم. 
  • بث روح الإيجابية والتفاؤل، وحب العمل الصالح في نفوس الطلاب من خلال الممارسة.
  • ترسيخ القيم والأخلاق الحميدة في نفوس الطلاب من خلال القدوة والمثال العملي.
  • تكوين شخصية الطالب من خلال أن يحتذي شخصية المعلم، وتقليد سلوكياته وتصرفاته.


إن أسلوب القدوة يعتمد على التأثير المباشر لشخصية المُربي وسلوكه العملي على الطالب.


أسلوب التشجيع والمكافأة

يقصد بأسلوب التشجيع والمكافأة في التعليم ما يلي:

  • مدح الطالب والثناء عليه عند إنجازه لعمل جيد أو إظهار سلوك إيجابي.
  • تقديم حوافز معنوية له والإشادة به أمام زملائه.
  • منحه علامة أو نجمة تقديرية على أعماله المتميزة. 
  • عرض أعماله المتميزة كنموذج وقدوة لزملائه.
  • منحة مسؤولية أو نشاط يحبه داخل الفصل.
  • إرسال مذكرة تقديرية لولي أمره عن تفوقه وسلوكه الحسن.
  • منحه جائزة تقديرية أو هدية رمزية عند نهاية الفصل، أو العام الدراسي.
  • الاحتفاء بإنجازاته أمام زملائه في الفصل أو المدرسة.


والهدف من ذلك تحفيزه وتشجيعه على بذل المزيد من الجهد وتعزيز ثقته بنفسه.


أسلوب تحمل المسؤولية

أسلوب تحمل المسؤولية في التربية يشير إلى:

  • منح الطالب مسؤوليات وواجبات محددة تناسب قدراته ومرحلته العمرية.
  • تدريب الطالب على القيام بمهام معينة باستقلالية وجدية وإتقان.
  • تنمية مهارات إدارة الوقت، وتحديد الأولويات لدى الطالب.
  • غرس قيم المسؤولية والالتزام وإتمام العمل على أكمل وجه.
  • متابعة أداء الطالب للمهام الموكلة إليه دون التدخل المباشر. 
  • تقييم مدى نجاح الطالب في تحمل المسؤولية وإتمام المطلوب منه.
  • تقديم التوجيه والدعم اللازمين دون الإسهاب في النقد.
  • الثناء على الطالب عند إنجازه المهام الموكلة بنجاح وتقدير جهوده.
  • تعزيز شعور الطالب بالرضا عن النفس وتحقيقه لذاته من خلال تحمل المسؤولية.


فالهدف هو بناء شخصية مستقلة، وقادرة على تحمل المسؤولية لدى الطالب.


أسلوب التوجيه والإرشاد

المقصود بأسلوب التوجيه والإرشاد في التعليم هو:

  • تزويد الطلاب بالنصح والتوجيه اللازم لحل مشكلاتهم أو التغلب على صعوبات التعلم.
  • إرشاد الطالب إلى الطريقة الصحيحة للقيام بعمل ما دون التدخل المباشر.
  • توجيه سلوك الطلاب وتصرفاتهم بلباقة وتوضيح الأثر المترتب عليها.
  • مساعدة الطلاب على اكتشاف قدراتهم، واستعداداتهم وتوجيهها نحو الإيجابية.
  • إرشاد الطلاب إلى مصادر المعرفة المفيدة، وطرق الحصول على المعلومات.
  • تقديم النماذج والقدوات التي يمكن للطالب اقتفاء خطاها والاستفادة من تجاربها. 
  • بناء علاقة إرشادية قائمة على الثقة بين المعلم والطالب.
  • تعزيز السلوك الإيجابي، وتصحيح السلوك السلبي بطريقة بناءة.


والهدف الأساسي منه هو توجيه وإرشاد الطالب نحو الطريق الصحيح دون فرض أو إلزام.


نصائح تربوية للمعلمين

إليك بعض النصائح التربوية التي يقدمها موقع تحاضير غصن المعرفة إلى المعلمين، وهي كالتالي:

  • كن قدوة حسنة لطلابك من خلال أخلاقك وسلوكك.
  • احترم شخصية الطالب واستمع لآرائه بعقل منفتح. 
  • لا تكن متحيزاً لطالب على آخر، وامنح الجميع فرصاً متكافئة.
  • شجع التفكير الناقد والإبداعي بدلاً من التلقين.
  • وفر بيئة صفية إيجابية خالية من التوتر.
  • أظهر حماسك لمادتك التعليمية لتزرعها في نفوس طلابك. 
  • كافئ السلوك الإيجابي ولا تركز على السلبيات.
  • خصص وقتاً للنقاش والحوار البناء مع طلابك.
  • شارك أولياء الأمور في دعم تحصيل أبنائهم.
  • راجع أساليبك باستمرار وحاول تطوير نفسك مهنياً.
  • لا تنس أن التعليم مسؤولية مشتركة بينك وبين الطالب.


اقرأ أيضا: ما هي أفضل أساليب التعليم في المرحلة الابتدائية؟


كيفية التعامل مع الطالب كثير الأسئلة؟

إن الطلاب الذين يكثرون من طرح الأسئلة دائمًا ما يمثلون تحديًا للمعلمين، لكن هذا لا يعني أنهم مزعجون، بل ربما يكونون من أكثر الطلاب فضولًا ورغبة في التعلم، وفيما يلي بعض النصائح للتعامل مع هؤلاء الطلاب:

  • تشجيعهم على طرح الأسئلة والثناء على فضولهم الدراسي.
  • تخصيص وقت في نهاية كل درس للرد على أسئلتهم.
  • طرح أسئلة مفتوحة على باقي الطلاب لمشاركتهم في المناقشة.
  • تكليف الطالب بإعداد تقرير، أو بحث حول أحد المواضيع التي يكثر طرح الأسئلة عنها.
  • تشجيع الطلاب على التعلم التعاوني للإجابة عن أسئلة بعضهم البعض.
  • إذا كانت الأسئلة خارج المنهج، يمكنك تحديد موعد لاستشارة الطالب بشكل منفرد.
  • توجيه الطالب لمصادر إضافية للمعرفة تلبي فضوله العلمي.
  • مع مراعاة عدم إحراج الطالب أمام زملائه، وتشجيعه على استثمار طاقته بشكل إيجابي.


كيفية التعامل مع الطلاب المشاغبين؟

يمكن التعامل مع الطلاب المشاغبين بالطرق التالية:

  • محاولة معرفة أسباب المشاغبة، فقد تكون ناتجة عن ملل أو رغبة في جذب الانتباه.
  • وضع قواعد واضحة في الفصل وتحديد العواقب المترتبة على المخالفة.
  • تجنب معاقبة الطالب أمام زملائه، بل يفضل مناقشته بشكل منفرد.
  • مشاركة الطالب المشاغب في الأنشطة الصفية، لتفريغ طاقته بشكل إيجابي.
  • تكليفه بمهام ومسؤوليات داخل الفصل تعتمد على قدراته.
  • التواصل الدائم مع أولياء الأمور، ومشاركتهم في حل المشكلة.
  • استخدام أسلوب الحوار والنصح بدلاً من العنف أو الصراخ.
  • تشجيعه عندما يبدي سلوكًا إيجابيًا، ولو كان بسيطًا.
  • عدم مقارنته بزملائه والتركيز على نقاط القوة لديه.
  • إظهار الاهتمام والرعاية وتقبله كما هو دون شروط.



يتضح مما سبق أن الأساليب التربوية في التعامل مع الطلاب يجب أن تجمع بين يجمع بين عناصر من الطرق المختلفة، بما يتناسب مع كل طالب على حدة ومع مقتضيات الموقف التعليمي، فالمرونة والحكمة ضروريتان لاختيار الأسلوب المناسب، سواء أكان ديمقراطيًا أم تسلطيًا أم ترك الحرية الكاملة، كما أن بناء علاقة إيجابية قائمة على الاحترام المتبادل وتلبية الاحتياجات النفسية للطلاب أمر لا غنى عنه لنجاح العملية التعليمية، لأن الهدف في النهاية هو تنشئة جيل واعي مثقف قادر على المساهمة في بناء مجتمعه.