تعد مادة الكيمياء من المواد الدراسية التي تتطلب أساليب تدريس تفاعلية وشيقة، لإثارة اهتمام الطلبة وزيادة تفاعلهم مع المادة العلمية، ومن هنا تأتي أهمية اللجوء إلى استراتيجيات التعلم النشط في الكيمياء التي تجعل الطالب هو محور العملية التعليمية.
فبدلاً من الاكتفاء بالشرح النظري يمكن مشاركة الطلبة في تجارب عملية ومحاكاة للظواهر الكيميائية، وبناء مشاريع بحثية تساعدهم على استيعاب المفاهيم بشكل أفضل، لأن الانتقال من التلقين إلى مشاركة الطلاب وتفاعلهم يُساهم في ترسيخ المعرفة وتنمية مهارات البحث والتفكير الناقد لديهم.
مفهوم التعلم النشط في الكيمياء
التعلم النشط في مادة الكيمياء هو أسلوب تعليمي يقوم على مشاركة الطلاب بفاعلية في عملية التعلم، بحيث يكون الطالب هو محور العملية التعليمية والمشارك الرئيسي فيها، ويكون ذلك من خلال استخدام طرق وأنشطة متنوعة تساعده على بناء المعرفة، واكتساب المهارات المرتبطة بالمحتوى التعليمي بصورة عملية، وتفاعلية بعيدة عن الحفظ والتلقين.
استراتيجيات التعلم النشط في الكيمياء
تُعد استراتيجيات التعلم النشط في الكيمياء من الأساليب التدريسية الحديثة والفعالة التي تم توظيفها في تدريس مادة الكيمياء، لما لها من دور بارز في زيادة تفاعل الطلبة مع المحتوى العلمي وتحسين مخرجات التعلم، إذ تعمل هذه الاستراتيجيات على وضع الطالب في موقع المحور الأساسي في عملية التعلم، من خلال إشراكه بنشاط في الأنشطة الصفية المختلفة بدلاً من اعتماد أسلوب المحاضرة التقليدي، كما تركز على الأساليب العملية والتطبيقية التي تنمي مهارات البحث والتفكير وحل المشكلات لدى الطلبة، مما يساعد على تحقيق نواتج تعلم ذات مستوى عالي من الاستيعاب والفهم لمفاهيم الكيمياء.
أنواع استراتيجيات التعلم النشط في الكيمياء وتطبيقها
تتنوع استراتيجيات التعلم النشط المستخدمة في تدريس مادة الكيمياء، والتي تركز جميعها على جعل دور الطالب إيجابيًا وفعالاً في عملية بناء المعرفة العلمية واكتساب المهارات العملية، ومن استراتيجيات التعلم النشط في الكيمياء ما يلي:
استراتيجية التعلم التعاوني
استراتيجية التعلم التعاوني هو أسلوب تعليمي يقوم على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة وتشجيعهم على العمل معاً بشكل تعاوني لتحقيق هدف تعليمي مشترك، ويتم تطبيقها كالتالي:
- يقسم الطلاب إلى مجموعات صغيرة مكونة من 3-5 طلاب للعمل معاً بشكل تعاوني على مهمة أو نشاط ما.
- تكون مهمة كل مجموعة هي فهم المفاهيم والمبادئ الكيميائية، وحل المشكلات والتمارين بشكل جماعي.
- يجب أن يشارك جميع أعضاء المجموعة في العمل والمناقشة وتبادل الأفكار.
- يمكن تخصيص أدوار محددة لكل عضو في المجموعة مثل، منسق، مسجل، مقرر، متحدث.
- يجب أن يتأكد أعضاء المجموعة من فهم جميع أفراد المجموعة للمفاهيم قبل الانتقال للخطوة التالية.
- يمكن استخدام بطاقات النشاط أو ورقة العمل لتوجيه وتنظيم عمل المجموعات.
- يقوم المُعلم بمتابعة وتوجيه المجموعات أثناء النشاط.
- في النهاية يتم عرض ومناقشة ما توصلت إليه كل مجموعة مع باقي طلاب الصف.
- يمكن إعطاء درجات أو علامات للمجموعات على أساس الأداء الجماعي.
اقرأ أيضا: أفضل أنواع استراتيجيات التعلم النشط وكيفية تطبيق كل منها
استراتيجية المناقشة والحوار
استراتيجية المناقشة والحوار هي إحدى استراتيجيات التدريس التي تعتمد على التفاعل اللفظي وتبادل الآراء بين المعلم والمتعلمين أو بين المتعلمين أنفسهم، بهدف إثراء الموقف التعليمي، وتتمثل خطوات تطبيقها في:
- طرح موضوع أو قضية ذات صلة بالدرس للمناقشة والحوار.
- تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة أو عقد نقاش عام بين المعلم والطلاب.
- إعطاء وقت كافي للمجموعات للتفكير والتباحث في الموضوع.
- تحديد أدوار معينة داخل المجموعات مثل منسق ومجيب ومعلق.
- عرض وجهات النظر وتبادل الآراء بين أفراد المجموعة أو مع المعلم.
- تدوين النقاط والأفكار الرئيسية على السبورة أو الورق.
- مناقشة الآراء ووجهات النظر المختلفة بشكل منظم.
- التوصل إلى استنتاجات، أو حلول مقترحة حول الموضوع.
- تقييم مدى استيعاب واستفادة الطلاب من المناقشة.
استراتيجية العصف الذهني
العصف الذهني هو أسلوب تفكير جماعي يهدف إلى توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار الجديدة والمتنوعة حول موضوع معين في جو يشجع على التفكير الحر والإبداعي، وخطوات تطبيق استراتيجية العصف الذهني تكون:
- تحديد المشكلة أو الموضوع المراد التوصل إلى حلول له.
- تشكيل مجموعات صغيرة من 4-6 أفراد.
- شرح قواعد العصف الذهني مثل عدم النقد، أو الحكم على الأفكار.
- تشجيع أفراد المجموعة على طرح أكبر عدد ممكن من الأفكار ولو بدت غريبة.
- عدم مناقشة الأفكار أثناء مرحلة العصف الذهني.
- تدوين جميع الأفكار المطروحة دون تقييم.
- بعد انتهاء الوقت، يتم مناقشة الأفكار وتقييمها، واختيار الأفضل والأكثر جدوى.
- الخروج بحلول إبداعية للمشكلة المطروحة.
استراتيجية الاستقصاء
الاستقصاء هو أسلوب تعليمي يقوم على مشاركة المتعلمين في عملية البحث، والاستكشاف للوصول إلى حل مشكلة ما أو فهم ظاهرة معينة، ويتيح للمتعلمين فرصة ممارسة مهارات البحث والتحليل والاستنتاج، مما يعزز فهمهم للمواضيع المختلفة، وتتلخص خطوات تطبيق استراتيجية الاستقصاء في:
- طرح سؤال أو مشكلة تحتاج إلى استقصاء وبحث.
- صياغة الأسئلة والفرضيات حول المشكلة.
- جمع البيانات والمعلومات ذات الصلة من مصادر متعددة.
- تحليل البيانات والمعلومات واستخلاص النتائج والاستنتاجات.
- عرض نتائج الاستقصاء ومناقشتها مع المعلم والطلبة.
- التوصل إلى حلول للمشكلة، أو إجابات للأسئلة من خلال النتائج.
- تقييم مدى صحة ودقة النتائج وملاءمتها.
- تقديم التغذية الراجعة والاستفادة من نتائج الاستقصاء.
استراتيجية لعب الأدوار
لعب الأدوار هي استراتيجية تعليمية تعتمد على تمثيل الطلاب لمواقف، أو أحداث تعليمية معينة من خلال توزيع الأدوار بينهم وتمثيلها كما لو كانت حقيقية، لتساعد الطلاب على اكتساب الخبرات بشكل مباشر وتطبيق المعارف والمهارات، وتتمثل خطوات تطبيقها في:
- اختيار تعليمي مناسب للعب الأدوار مثل موقف تاريخي أو اجتماعي.
- تحديد الأدوار المنسوبة، وتوزيعها على الطلاب مثل المعلم، الطالب، المدير، المريض، الطبيب.
- شرح الموقف وتوضيح أدوار الشخصيات المختلفة بالتفصيل للطلاب.
- إعطاء وقت كافي للطلاب لفهم أدوارهم والاستعداد لتمثيلها.
- تنفيذ الطلاب للموقف من خلال لعب الأدوار بطريقة تمثيلية.
- مناقشة وتقييم التمثيلية بعد الانتهاء منها.
- ربط أحداث الموقف بالمفاهيم والأهداف التعليمية.
استراتيجية الرحلات الميدانية
الرحلات الميدانية هي زيارات تعليمية منظمة يقوم بها المتعلمون خارج نطاق الفصل الدراسي، بهدف إكسابهم خبرات ومهارات عملية مرتبطة بالمنهج التعليمي، وخطوات تنفيذ استراتيجية الرحلات الميدانية تكون كالتالي:
- تحديد الهدف التعليمي من الرحلة وربطها بالمنهج.
- اختيار المكان المناسب للرحلة الميدانية مثل المصانع، والمتاحف والمختبرات.
- التنسيق المسبق مع إدارة المكان لتحديد موعد الزيارة وتسهيلها.
- إعداد خطة وبرنامج زمني مفصل للرحلة بالتنسيق مع المشرفين.
- تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، وتكليف كل مجموعة مهمة محددة.
- إرشاد الطلاب حول كيفية جمع المعلومات وطرح الأسئلة أثناء الرحلة.
- متابعة الطلاب أثناء الرحلة وتقديم التوجيهات والإرشادات اللازمة.
- تخصيص وقت لمناقشة ملاحظات وانطباعات الطلاب بعد الرحلة.
- ربط الخبرات المكتسبة من الرحلة بموضوعات المنهج الدراسي.
اقرأ أيضا: طريقة التحضير الحديثة للدروس تعريفها وأهم تطبيقاتها
استراتيجية المناظرات والمسابقات
المناظرات والمسابقات هي استراتيجية تعليمية تعتمد على تقسيم الطلبة إلى فرق أو مجموعات متنافسة لعرض وجهات نظر متضاربة حول قضية ما أو الإجابة على أسئلة تثبت معلوماتهم ومهاراتهم، ويمكن تطبيقها من خلال:
- طرح موضوع أو قضية يمكن أن تناقش من جانبين مختلفين.
- تقسيم الطلبة إلى فريقين متنافسين لتمثيل كل وجهة نظر.
- إعطاء الوقت الكافي لكل فريق للاستعداد وإعداد حججه.
- تحديد قواعد وشروط المناظرة أو المسابقة بشكل واضح.
- تنظيم المناظرة أو المسابقة بإشراف المعلم لضمان النزاهة.
- منح فرص متساوية لكلا الفريقين لعرض وجهة نظره.
- تشجيع التفكير النقدي والاستدلال المنطقي من الطلبة.
- تحديد الفريق الفائز بناءً على الأداء والحجج المقدمة.
- مناقشة النتائج وتقييم التعلم من النشاط.
استراتيجية التعلم التجريبي
التعلم التجريبي هو أسلوب تعليمي يعتمد على مشاركة المتعلمين في أنشطة عملية وتجارب حقيقية، بهدف اكتسابهم للمهارات والخبرات بشكل مباشر، وبهذا يُتيح فرصة الخبرة المباشرة واكتساب المعرفة بطريقة ذات معنى، ويتضمن تطبيق استراتيجية التعلم التجريبي الخطوات التالية:
- طرح سؤال أو مشكلة بحثية ذات صلة بالمفاهيم المدروسة.
- صياغة فرضيات وتوقعات حول النتائج المتوقعة للتجربة.
- تصميم التجربة وتحديد المواد والأدوات اللازمة لها.
- تنفيذ التجربة عملياً من قبل المتعلمين بإشراف المعلم.
- جمع البيانات والملاحظات أثناء التجربة وتسجيلها.
- مناقشة نتائج التجربة ومقارنتها مع الفرضيات.
- استخلاص الاستنتاجات وصياغتها في شكل قوانين ومبادئ.
- ربط الاستنتاجات بالمفاهيم والنظريات العلمية ذات الصلة.
- تطبيق ما تم تعلمه في مواقف وسياقات جديدة.
يُلاحظ مما سبق أن استراتيجيات التعلم النشط في الكيمياء تلعب دوراً مهماً في تدريس المادة، وتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، حيث تساعد الطلاب على اكتساب المفاهيم والمهارات الكيميائية بشكل فعال.